صامدون للنهاية..”رائد” شاعر فلسطينى يروى مأساة استشهاد 40 شخصا من عائلته
الشاعر الفلسطيني رائد القضاة، الذي كان من المقرر أن يكون في القاهرة لأعماله خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، كان هو وعائلته بالصدفة، “رعد” هو أحد عيون الأحداث الدامية في غزة. وفي السطور التالية من اليوم السابع يصف ما فعلته الحرب بأسرته وأهل غزة، خاصة بعد القصف الذي أودى بحياة أكثر من 40 فرداً من عائلته في موكب الشهداء.
رائد الله
وعبر رائد عن حزنه وحزنه الشديد بعد ابتعاده عن بناته وزوجته وأولاده: “أشعر بالقمع واليأس والعجز، أشعر وكأنني أموت عشرات المرات الآن. أريد تسريع الوقت والذهاب إليهم والنظر في أعينهم لأنني أشعر أنهم يعيشون في خوف”. “توقف قلبي عن النبض، مشاعري لا يمكن التعبير عنها بالكلمات.”
وقال رائد: ما يحدث في غزة أسوأ وأفظع مما ترونه في وسائل الإعلام. ما يحدث هناك هو إبادة جماعية بحق أهل غزة وللأسف أغلب الشهداء هم من الأطفال والنساء. يرتبط الناس ارتباطًا وثيقًا ببعضهم البعض ويتمتعون بالصبر. الشعب الفلسطيني لا يريد أن يكرر تجربة النكبة. 48 تركوا ديارهم وأراضيهم، وقرروا أن يموتوا ويستشهدوا على أرضهم ولا يغادروا أرضهم أبدا.

غزة
وتابع: “إن ممارسات إسرائيل على الأرض ضد فلسطين وشعبها في قطاع غزة أو في أي مكان في فلسطين، وخاصة ضد النساء والأطفال، هي التي أدت إلى الوضع المتفجر الذي نراه في الشعب الفلسطيني”. الاحتلال الأخير هو كارثة لأن إسرائيل ضربت سكان غزة دون سابق إنذار. لقد أصابت المنازل والمدارس والمستشفيات وملاجئ الناس. ولم تترك إسرائيل شارعاً واحداً أو منطقة أو مؤسسة أو مبنى دون قصف. وسقطت المنازل على رؤوس سكانها. وهناك ما لا يقل عن 150 عائلة فلسطينية تم رفع أسمائها من السجل المدني في الاحتلال الأخير. أكثر من 3500 شهيد، أكثر من 12. أكثر من 1000 جريح، هذه أرقام خيالية لا وجود لها. وكما يقول “الأحمر”، الحروب بين الدول.
وتابع رائد: “سواء كانوا عائلتي، آل قديح، آل أبو إسحاق، آل زحزح، آل شعب الذين ودعوا الـ 40 شهيدا، نساء وأطفال ورجال، ليس أفرادا، بل عائلات كثيرة”. الذي ودع العائلات، وهناك عائلة كاملة من عائلة “قديح”. وللأسف لا توجد تكنولوجيا تساعدهم على الخروج، لكن بتكاتف الأهالي والحفر باليد يخرج بعضهم فيستشهد، وطبعا البعض يخرج حيا وجرحى. قطاع غزة.” لا يمكننا إخراجهم من تحت الأنقاض.

علم فلسطين
وأضاف: “الوضع الإنساني في غزة يختلف عن أي مكان آخر. فرغم اختلاف عائلاتنا، إلا أننا جميعا عائلة واحدة هناك، وإلا فنحن عائلة واحدة في هذه الأحداث. عمتي استشهدت مع عائلة زوجها بأكملها”. باستثناء الابنة الصغرى التي تبلغ من العمر 12 سنة، ذهبت لتعيش مع عائلة فلسطينية أخرى، وهذه إحدى الحقائق، واليوم يظهر تضامن الشعب الفلسطيني، وللأسف ما يحدث مع الأطفال هناك يحولهم إلى أطفال. “إن أطفال غزة بحاجة ماسة إلى إعادة التأهيل النفسي بسبب شدة الرعب والخوف الذي تعرضوا له.”
وتابع رائد وهو فلسطيني: “الإنسان يولد طفلا. قد نجد أطفالا جرحى ومبتورين في الهجوم، لكنهم يصرخون بروح النصر. هناك أطفال قصفت بيوتهم، وهم يخرجون”. من تحت الركام قائلاً: “لك يا القدس”.” وهم يهتفون بهذه العبارات، روح الجهاد والمقاومة تجري في دماء أطفال فلسطين.

حياة الناس في غزة
واختتم: “كل شيء في غزة، حتى المياه، ملوث، الناس يشربون المياه الملوثة، ولكننا نقف في طوابير للحصول على بضعة جالونات من الماء، ولا يوجد ما يكفي من الخبز أو الطعام. الناس يأكلون قوة الإرادة والصبر والتحمل، وهناك عائلات لا تجد الماء للشرب”. ليس لديهم وسيلة للعيش، ومع ذلك فهم صامدون، ولكنهم يساعدون من عنده ما عنده. “الآن هم تقريبا غير قادرين على العمل. إنها كارثة بكل المقاييس. ما يحدث هو إبادة للشعب الفلسطيني”.